مبادرة حماية التراث تتعاون مع ائتلاف الآثار

كيف يحول تنظيم داعش أعمال التنقيب غير المشروعة إلى دولارات

كيتي أ. بول

اقتحمت القوات الخاصة الأمريكية يوم 16 أيار 2015 المجمع الذي يختبئ فيه قائد في تنظيم داعش يعرف باسم أبو سياف. وتم العثور على مخزون من الوثائق التي توضح كيف يستخدم التنظيم المتطرف العنفي تهريب الآثار المسروقة  كمصدر دخل له. وبحسب ما قالت الخارجية الأمريكية “تشير الفواتير إلى أن مقدار ضريبة الخُمس قد بلغ 265 ألف دولار أمريكي، مما يعني أن حصيلة المبيعات قد تجاوزت المليون دولار وربع”.

وبالنظر إلى المبلغ المجني من الآثار المسروقة خلال فترة وجيزة، والذي يتجاوز المليون دولار ويصل إلى 5 ملايين سنوياً، تتضح أهمية فهم كيف يعمل داعش على تحويل عمليات التنقيب غير المشروعة إلى دولارات، إذ سيساعد ذلك على محاربة السرقات كمصدر لتمويل العمليات الإرهابية.

كما كشفت الفواتير والوثائق والضرائب أن عملية السرقة تحت ظل داعش لا تنحصر بالتنقيب فقط، بل هي عملية إدارية، إذ أنشأ التنظيم قسماً خاصاً للآثار يتبع لديوان الركاز. ولا يمكن لأي كان أن يحفر ببساطة في مناطق داعش، بل يجب الحصول على تصريح من التنظيم ودفع ثمنه، مما يعني أن التنظيم يتلقى الأموال من خلال منح التصاريح حتى وإن لم يتم العثور على أي لقى أثرية.

بعد الحصول على القطع الأثرية يحظى السارقون بمهلتين لبيعها تمتد الواحدة منها لعدة أسابيع، وعند البيع يحصل داعش على جزء من المبلغ المجني. وإن لم يتم البيع تُعاد القطع لقسم الآثار الذي يحاول بيعها بدوره، وإن لم يوفق في ذلك يتم تسليمها لديوان الركاز ومن ثم بيعها في مزاد تابع للتنظيم.

تعمل مجموعة التحالف للآثار مع مجموعات أخرى كبادرة حماية التراث التابعة لمنظمة اليوم التالي من خلال فِرَقها على الأرض في سوريا للكشف عن آلية عمليات بيع الآثار عالية التنظيم. ويقدم المخطط البياني بعنوان “أكثر من مجرد تنقيب: تهريب داعش للآثار عملية مؤسساتية” فهماً أوضح للأساليب المتبعة في تهريب الآثار في ظل داعش وغيره من شبكات الإجرام والمجموعات الإرهابية.